الأيام تمضي والسنوات تنقضي والفُرَص لا تنتظر أحداً بل إنها ( تمرّ كما يمر السحاب ) فمن أجاد استغلالها فقد نال مراده ومن أضاعها فربما لا تأتي له مرة أخرى . وإن عجلة التطور والتقدم والازدهار لا تتوقف عن الدوران ولكن لا يستفيد منها إلا من كان له حظ وفير من العلم والفكر والوعي .
ولو نظرنا إلى العالم من حولنا فسوف نرى أننا نسير في مؤخرة قافلة الحضارة كما تسير السلحفاة ، بينما هناك أمم انطلقت إلى دنيا التقدم والتطور والازدهار كما ينطلق الصاروخ ، فما هو السبب الذي جعل تلك الأمم تتقدم وتزدهر بينما نحن لا نزال نعيش على هامش هذا الكون حتى صرنا نسمى ( العالم الثالث ) ؟
بالتأكيد فإن السبب هو استغلال إمكانيات التفكير الهائلة لدى الإنسان ، فالأمم التي استغلت تلك الطاقات انطلقت في عالم التطور والإبداع ، وأما الأمم التي أهملت تلك الإمكانات فقد فاتها قطار التقدم والحضارة وبقيت في مكانها مقيدة بقيود الجهل .
إذا أردنا أن نبني جيلاً واعياً فعلينا أن نكون – نحن – أكثر وعياً واهتماماً بمهارات التفكير ، حتى ننمي مهارات تفكيرنا ومن ثم نحاول جاهدين أن نغرس تلك المهارات في عقول أبنائنا ، لنصنع جيلاً يمكن الاعتماد عليه في بناء مستقبل الأمة وانتشالها من وحل الجهل والتخلف والانحطاط لتشرق شمس الحضارة والمجد من جديد في سماء المسلمين ، وتعود لهم كرامتهم المفقودة وعزهم الضائع ، ويبدؤوا المسير نحو عالم الفكر والتقدم والحضارة والازدهار .
هناك تعليق واحد:
مشكور يا أستاذ زكي ولكن السؤال المهم هنا هو : من هو المسؤول عن نشر وتعليم مهارات التفكير في المجتمع ؟
إرسال تعليق